الزعبي لصحيفة الراي: الزعبي: الزراعة الذكية طريق الأردن إلى أمن غذائي مستدام

الزعبي لصحيفة الراي: الزعبي: الزراعة الذكية طريق الأردن إلى أمن غذائي مستدام

أكد الخبير في الأمن الغذائي الدكتور فاضل الزعبي أن الزراعة الذكية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، إذ تقوم على علاقة تكاملية بين التوافر، والوصول، والاستخدام، والاستقرار. وأوضح أن هذه الزراعة تسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الغذاء وتقليل الفاقد والهدر، إلى جانب دورها في الحد من تأثيرات التغير المناخي على الإنتاج الزراعي.

وأشار الزعبي إلى أن الأردن، الذي لا يتجاوز فيه نصيب الفرد من المياه 90 مترًا مكعبًا سنويًا، أصبح أمام خيار استراتيجي يتمثل في تبني الزراعة الذكية باعتبارها ضرورة وطنية لا ترفًا.

وبيّن أن وزارة الزراعة بدأت، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمركز الوطني للبحوث الزراعية، تنفيذ مشاريع رائدة في مجال الاستدامة الزراعية، شملت تطوير أصناف مقاومة للجفاف وتحسين إدارة الموارد الطبيعية.

وأوضح الزعبي أن تقنيات الزراعة الذكية تشمل أنظمة الري المحوسبة وأجهزة الاستشعار التي تقيس رطوبة التربة، ما يقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالطرق التقليدية. كما تسهم الزراعة المحمية والرأسية في المدن في تعزيز الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الأمطار، وتتيح إنتاج الخضار والفواكه على مدار العام، مما يعزز الاستقرار الغذائي.

وأضاف أن استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة يمكّن من مراقبة صحة المحاصيل والتنبؤ بالإنتاج، وتحديد أنسب مواعيد الزراعة والحصاد لتقليل الخسائر.

وفي ما يتعلق بإدارة التربة، أوضح الزعبي أن استخدام التحاليل الرقمية يساعد على تحديد الاحتياجات الدقيقة من الأسمدة، بما يقلل من التلوث ويخفض كلفة الإنتاج. كما أشار إلى أهمية الاعتماد على الطاقة المتجددة لتشغيل أنظمة الري والتبريد، ما يسهم في خفض الانبعاثات وتقليل الكلفة التشغيلية بنسبة تصل إلى 20%.

وبيّن الزعبي أن تطوير سلاسل تبريد ذكية تعمل بالطاقة المتجددة وتستخدم أنظمة مراقبة رقمية يسهم في تقليل الفاقد الغذائي الذي يصل إلى 30% من الخضار والفواكه في الأردن.

وأوضح أن تطبيق الزراعة الذكية يمكن أن يرفع إنتاجية المحاصيل بنسبة 20–25%، ويوفر مئات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه سنويًا، ويساعد في فتح أسواق تصدير جديدة من خلال تحسين جودة المنتجات الأردنية، إلى جانب تمكين الشباب والمرأة عبر فرص عمل في مجالات الريادة والتكنولوجيا الزراعية.

وختم الزعبي بالتأكيد على أن الزراعة الذكية لم تعد مجرد تقنيات، بل رؤية وطنية متكاملة تسعى لجعل النظام الغذائي الأردني أكثر صمودًا أمام التغير المناخي وأكثر قدرة على تحقيق الأمن الغذائي. وقال إن “الزراعة الذكية مناخيًا” أصبحت إطارًا شاملاً يجمع بين التكيف مع المناخ والتخفيف من الانبعاثات وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا للأردن في مواجهة تحديات شح المياه والضغوط المناخية المتزايدة.