الخبير الدولي في الأمن الغذائي د. فاضل الزعبي، قال إنه لا يمكن النظر لقطاع معاصر الزيتون كمجرد صناعة زراعية تقليدية، بل هو منظومة اقتصادية، متكاملة، تربط بين المزارع والمستهلك والأسواق المحلية والعالمية، مؤكداً أن للقطاع تأثيراً اجتماعياً وبيئياً واضحاً، عبر تعزيزه للاستقرار المعيشي في المناطق الريفية، والحد من الهجرة الداخلية، والحفاظ على الإرث الزراعي المرتبط بالزيتون في الثقافة المحلية.
وأضاف الزعبي أن السمعة المرموقة لزيت الزيتون الأردني، هي استثمار غير ملموس، لكنه مهم جداً بترسيخ تنافسية المملكة في الأسواق الإقليمية والدولية. محذرا من الانخفاض الملحوظ بإنتاج الزيتون في العالم الحالي، والذي جاء بسبب التقلبات المناخية وعوامل أخرى، ما قد يؤدي لتعطّل استثمارات وطنية كبيرة، وتراجع طاقة المعاصر التشغيلية، بالإضافة لانعكاس ذلك على المستهلك، جراء ارتفاع أسعار زيت الزيتون، في وقت يعاني فيه الأردنيون من ضغوط معيشية متزايدة.
ولفت إلى أن تراجع الإنتاج المحلي للزيتون والزيت، يجب ألا يتحول إلى أزمة اقتصادية واجتماعية، تمس قطاعاً بهذا الحجم من الأهمية.
وشدد الزعبي على أهمية فتح باب استيراد ثمار الزيتون من دول مجاورة كمصر وسورية، للحفاظ على استمرارية عمل المعاصر، وضمان تلبية الطلب المحلي على نحو متوازن ومستدام، لافتاً إلى أن هذا التوجّه، لا يهدف إلى منافسة الإنتاج المحلي، بل لدعمه بالحفاظ على تشغيل خطوط الإنتاج وحماية الاستثمارات، وتعزيز استقرار الأسعار داخل السوق.
وأكد أن تطوير قطاع معاصر الزيتون، يتطلب تحديث التكنولوجيا المستخدمة فيه، ورفع معايير الجودة وتحسين قدرات التسويق والتصدير، بما يضمن ترسيخ مكانة الأردن كمنتج منافس لزيت الزيتون عالي الجودة في المنطقة والعالم، وبما يعزز دوره المستقبلي في الاقتصاد الوطني واستدامة التنمية الريفية.