تُعّد الزراعة ركيزة أساسية للتنمية في الدول العربية، إلا أنها تواجه تحديات جسيمة ومتعددة الأوجه، خاصة في البلدان المتأثرة بالحروب والنزاعات. هذه التحديات، التي تشمل تغير المناخ وشح المياه والتصحر والعقوبات الاقتصادية والحروب، تؤثر سلباً على التنوع البيولوجي والنظم البيئية وتزيد الضغوط على تحقيق الأمن الغذائي وتعوق التنمية الريفية. تظهر البيانات أن انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد وسوء التغذية قد واصل منحناهما التصاعدي في المنطقة العربية، وخاصة في الدول التي تعاني من الاضطرابات والنزاعات. وقد أدت النزاعات والحروب إلى أزمات غذائية استثنائية وتدهور واسع النطاق في النظم الزراعية والغذائية، مدمرةً الأراضي الزراعية والبنى التحتية وتسببت في نزوح أعداد كبيرة من المزارعين وفقدان سبل عيشهم، كما تفاقمت التحديات البيئية وتوقفت سلاسل التوريد. يتطلب ذلك تكاتف الجهود لتقديم الدعم المالي والفني اللازم لضمان استدامة الأمن الغذائي وتعزيز صمود المجتمعات الريفية المتضررة، من خلال مناهج شاملة تشمل الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر والمبادرات الاستراتيجية طويلة الأجل.