في مداخلة نُشرت اليوم الأربعاء 18 حزيران 2025 عبر وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، أكد خبير الأمن الغذائي الدكتور فاضل الزعبي أن سلاسل التوريد الغذائية في الأردن أظهرت صمودًا ملحوظًا رغم التوترات الإقليمية المتصاعدة، ويُعزى ذلك إلى تبني الحكومة سياسات استباقية وخطط طوارئ متعددة المستويات مكّنت البلاد من تجاوز التحديات وتخفيف حدة المخاطر.
وأوضح الدكتور الزعبي أن الأردن اعتمد على استراتيجيتين محوريتين؛ الأولى تمثلت في تنويع مصادر الاستيراد بهدف تقليل الاعتماد على ممر واحد، والثانية في تعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية مثل الحبوب والسكر والزيوت والأعلاف. وأضاف أن الاكتفاء الجزئي في عدد من المنتجات الغذائية مثل الخضروات، الدواجن، الحليب، البيض، وزيت الزيتون ساهم بشكل فعّال في تخفيف الضغط على سلة الواردات وتحقيق نوع من الاستقرار الغذائي الداخلي.
كما أشار إلى أن الحكومة تعمل على تعميق هذا الاكتفاء من خلال تنفيذ “الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021–2030″، والتي تهدف إلى بناء منظومة غذائية وطنية مستدامة. وتتضمن هذه الاستراتيجية عدة محاور من أبرزها التوسع في استخدام تقنيات الري الذكي، تطوير الحصاد المائي، إنشاء مجمعات صناعية زراعية في الأغوار، وتحفيز الاستثمار الزراعي من خلال تسهيلات في الإيجارات وتأجير الأراضي غير المستغلة، لاسيما في مناطق حوض الحماد والسرحان.
ولفت الزعبي إلى أهمية الدور الذي يلعبه “المرصد الإقليمي للأمن الغذائي والتغذية” الذي يقوده الأردن، والذي يعمل على رصد وتحليل المخاطر وتقديم تقارير استباقية تسهم في دعم صناعة القرار. كما نوّه إلى “نظام المعلومات الوطني للأمن الغذائي” الذي يوفر قاعدة بيانات دقيقة ومرنة تمكّن المؤسسات من الاستجابة السريعة لأي طارئ، وهو ما يعزز من فعالية منظومة الأمن الغذائي في البلاد.
وختم الدكتور الزعبي مداخلته بالتأكيد على أن الأمن الغذائي لا يتحقق فقط من خلال زيادة الإنتاج، بل يعتمد على سلسلة مترابطة من السياسات والاستثمارات والشراكات المؤسسية والمجتمعية. وشدد على أن التنسيق الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى جانب الاستعدادات التقنية والمؤسسية، يشكّل درعًا واقيًا للأردن ضد الأزمات، ويعزز موقعه كمركز إقليمي واعد في مجال الأمن الغذائي.

الأردن يعزز أمنه الغذائي رغم التوترات الإقليمية